الديمقراطية الموريتانية في مأزق جديد

10441268_646089355475868_6531200626538867013_n
مسيرة المعارضة المقاطعة للانتخابات4 يونيو،نشرتها صفحة شباب التكتل

شهدت موريتانيا  في يونيو 21 انتخابات رئاسية  مثيرة للجدل ومرفوضة من قبل الطيف المعارض. النتائج أظهرت بأن الجنرال الحاكم محمد ولد عبد العزيز حصل على 81% من الأصوات و أن صاحب المرتبة الثاني، بيرام ولد الداه ولد أعبيدي،  لم يتجاوز رصيده 8%، وتتضارب القصص حول حقيقة نسبة المشاركة. المعارضة  أكدت حصول تزوير بشكل شنيع لصالح عبد العزيز مشيرة الى ان نسبة المشاركة لا يمكن أن تتجاوز 35%، علماً ان الاقبال كان ضعيفاً و المشهد الانتخابي كان خالياً من أي مظاهر للطوابير الطويلة،  وهذا الامر يعد سابقة تاريخية. كما انها ادّعت بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن موريتاني يحق لهم التصويت لم يسجلوا أصلاً على اللوائح الانتخابية، وتحدثت عن عودة مخجلة للتزوير البدائي مثل ملئ الأصوات وتصويت الأفراد من دون هوية وايضاً اقتراع مواطنين بأسماء اَخرين لم يحضروا لمكاتب الإقتراع. أما النظام،  فادعى بأن الانتخابات كانت شرعية، وأكد بأن المواطنين حضروا  بكثافة، مضيفاً بأن نسبة المشاركة بلغت 56%. لكن وسائل إعلام  دحضت تلك النسبة بسرعة، و بحسب بعض التقارير، فان اللجنة المستقلة للانتخابات أعلنت قبل الاستحقاق الانتخابي بأن عدد المسجلين بلغ 1,415,138، لتظهر النتائج المعلنة  بعـد يوم التصويت  أن عدد المسجلين  بلغ 1,328,138، مما يوضح  أن أكثر من 86 ألف ناخب شُطبت أسماؤهم لأسباب مجهولة  ومريبة. هذا الامر طرح أسئلة عديدة حول شرعية الانتخابات التي أثارت العديد من الشكوك في أوساط المعارضة منذ البداية.

نظام عبد العزيز أصرّ على تنظيم انتخابات أحادية من دون أن يقدم أي تنازلات للمعارضة أو أي ضمانات للشفافية، وظل يتهمها بالعمالة والفساد. وبعد ان تبيّن بأن النظام الحالي مصرٌ على المحافظة على نهجه التسلّطي، أعلن المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة – الذي يضم احزاب معارضة – مقاطعته للانتخابات وأطلق حملة دعى فيها المواطنين للتعبير عن رفضهم لما أسماه “المهزلة الانتخابية”. حملة المقاطعة كانت مؤثرة:  أجواء الحملات الانتخابية كانت باهتة جداً وكانت نسبة حضور مهرجانات المرشحين ضعيفة جداً، وبحسب بعض التقارير لم يسلم من ذلك عبد العزيز الذي صدم من قلة الحضور في مهرجانه الذي اقيم في العاصمة نواكشوط.

الانتخابات الاخيرة  كانت عبارة عن نكسة جديدة  لموريتانيا. كان هناك آمال بالتغيير في 2005 بعد الاطاحة بالطاغية معاوية ولد سيدي أحمد الطائع والتي مهدت الطريق لانتخاب سيدي ولد الشيخ عبد الله، أول رئيس مدني، لكن في عام 2008 قام عبد العزيز و بعض العسكريين  بتنظيم انقلاب على النظام الحاكم انذاك، و الوضع لا يزال يتدهور منذ تلك النكسة. فمثلاً، بعد انقلاب 2008  أُستخدمت موارد الدولة وسطوة الجيش بشكل واضح من أجل ضمان وصول عبد العزيز الى سدة الرئاسة،

و قامت غالبية المعارضة  بمقاطعة الانتخابات التشريعية في تشرين الثاني 2013  بعد أن فقدت الثقة في أي عملية سياسية  في ظل الحكم الحالي.

البرلمان ومؤسسة الرئاسة اليوم مشكوك في شرعيتهما. بالاضافة الى ذلك، فان الوضع الحالي مرجح للمزيد من الاحتقان خاصة مع تزايد المطالب الشعبية وارتفاع نسب البطالة (31% حسب احصاءات مستقلة ) والفقر رغم ما تحتويه البلاد من موارد طبيعية. من المرجح أن تفتح عملية التزوير الفاضحة في الانتخابات الاخيرة  المجال للمزيد من الاضطرابات في البلاد،  و يمكن اعتبارها بمثابة  المسمار الاخير في نعش التجربة الديمقراطية في موريتانيا.

منتشور في موقع فكرة 

ذكريات إسكندرانية

لحظة فرح إسكندرني
لحظة فرح إسكندرني

كنت قد ختمت تدوينتي الأولى عن مشاركتي في منتدى الإسكندرية  بالقول أني سأتحدث في تدوينة أخرى عن المدينة والشعب و الاحتقان السياسي والشباب و الكتابات الحائطية المناهضة للحكم العسكري،وها أنا أفعل.
انطباعات حول المدينة والمواطنين
لقد كان للأغاني و الأشعار دور مهم في ترسيخ روح الإسكندرية وجمالها وتفردها في الذائقة الجمالية العربية، مثل أغاني شط اسكندرية لفيروز و بين شطين ومية لمحمد قنديل و (يا اسكندرية) التي كتبها أحمد فؤاد نجم وغناها الشيخ إمام.
ورسخت الأفلام السينمائية والأعمال الأدبية تلك الصورة أيضا،ولم يتغير الأمر بالنسبة لي بعد قدومى إلى المدينة والتحامى ببعض ملامحها،بل زاد الاعجاب،فبحرها يشفى العليل بالفعل ويبعث على العشق، وتنسيق المبانى لا يخلوا كذلك من قدر من الابداع،الفن يشع من كل أركان المدينة ولعل أكثر الأشياء التي تركت في نفسي أثراً طيبا هي تكريم المبدعين،فقد حظيت بزيارة مسرح إبن المدينة ومبدعها الأول سيد درويش والذي كان قيد الترميم رغم حالة الاحتقان والاضطراب التي تعيشها مصر حاليا، كما أسعدنى  وجود مسرح يحمل إسم بيرم التونسي.
ومن سوء حظى أني لم أجد الوقت الكافي لكي أغوص في دنيا مكتبة الاسكندرية العملاقة و أهم معالم المدينة الجذابة،فقد اكتفيت بنظرات خاطفة من بعيد.
هذا عن المدينة ،أما الشعب فهو قصة أخرى أكثر روعة وجمالاً ،فقد تأكدت من خلال احتكاكي بالمواطنين وخاصة الشباب من سلامة تصوري 
الذي  طالما سيطر على ذهنى،وهو أن النخب التي تغزوا المشهد المصري و تسيطر عليه وتبث أمراض العنصرية والعنجهية الغبية و النفاق و كل مظاهر التخلف،مجرد نخب معزولة عن الشعب ولا تمثل سوى أمراضها النفسية،فالشعب في مصر مضياف يحب الاَخر و يجله وبعيد كل البعد عن العنصرية،محب للسخرية والضحك رغم الماَسي والكوارث وضربات الزمن.
شعب متسامح بشكل فطرى ومتعايش بكل تناقضاته،وهذا ما اكتشفته عند سيري على كورنيش الاسكندرية وزيارتي الليلية لمنطقة القلعة،فعدد العشاق واختلافهم يبعث على الراحة،فالمنقبات وأصحاب القمصان  يتبادلون الورود ونظرات الحب بجانب من توصف ب”السفور”والشاب حليق اللحية من دون أي ازعاج ولا مشاكل،إذ كل عاشق هنا  مشغول بعشقه ومحبوبه.
و قد سعدت بصداقات جديدة من شباب الاسكندرية وكل محافظات مصر،شباب يشبهونني في رفضى للظلم والخنوع والعنصرية وتفاهة المركزية والتقوقع التي تنخر عقول بعض النخب المصرية المريضة.فقد كانوا بمثابة الشموع التي تحترق من أجل ضيوف المدينة، يضحون بوقتهم وطاقتهم حتى يكون الجميع في حالة من السعادة الطافحة.
الجدران ترفض العسكر وحكمهم والشباب أيضا!
أثناء تجوالي في المدنية لاحظت انتشار الكتابات الحائطية المناهضة لحكم العسكر وللسيسي،و كان هاشتاغ#انتخبوا_العرص أكثرها انتشاراً،فحتى محكمة الاسكندرية و كوبري ستانلي الرائع لم يسلما منها،وقد كان لي وقفة مع الهاشتاق وأخذ صورة معه أثناء تجوالي على الكوبري وتجربة الترمس الذي يباع عليه،في المقابل لاحظت لافتات عملاقة داعمة للسيسي ،تحمل عبارات من قبيل” كمل جميلك “،وبعض المبادرات الداعمة له ذكرتنى بمبادراتنا المتملقة والمنافقة.
حالة الرفض الموجودة على الجدارن لها صدى كذلك بين الشباب،فحواراتي مع من قابلت أكدت لي أن صورة الجنرال المخلص التي يرسمها الاعلام المصري الموجه لاتعدو كونها حالة من البروباغاندا الرخيصة، فأغلب من تكلمت معهم يرفضون حكم العسكر والحالة الواقعة والقمع والفاشية الجديدة ولم أجد أي احتفاء بالسيسي ولا العسكر،بل إن الكثير  يرى أن ثورته تمت سرقتها و يشعر بالاحباط ولا يخلو ذهنه من ذكرياته المشتركة مع أحد رفاقه المسجونين الاَن،ويتنازعهم هاجس إكمال المشوار أو التعامل مع القضية كأنها عرض مسرحي هزلي.

ومن ضمن القصص التي أثرت في أثناء تواجدي في الاسكندرية هي رؤيتي لميدان شهداء ثورة الخامس والعشرين يناير في منطقة ميامي وقد تحول إلى مكب للنفايات( أخبرنى صديقي أنه تم تنظيفه بعد مغادرتى ليصبح موقفاً للسيارات)  وكذلك سماعي لحظر حركة السادس من إبريل،وهو ما يؤكد أن الثورة في مصر تتعرض يوميا للغدر.
لكني غادرت الإسكندرية ومصر و أنا متأكد أن الوضع لا يمكن أن يبقى على ماهو عليه،فالشعب الذي ضحى مثل تضحيات المصريين لا يستحق هكذا نهاية،والغضب المصري،سيتحول إلى ثورة جديدة تؤسس لغد أفضل،ذلك الغضب الذي لمسته من قصة شيخ  توجه إلي ورفاقي على احد مقاهي الإسكندرية ليعرض بضاعته علينا، و ليسأل أحدنا إن كان متزوجا، فلما رد عليه بالنفي،قال الرجل أحسن ففي أيامنا البغيضة هذه التي لا أفق فيها الزواج “وكسة “.

 

موريتانيا:الفقراء في مواجهة العلماء!

صورة لسيدة من سكان الحي
صورة لسيدة من سكان الحي

الأحياء العشوائية والفقر صفات تلاصق العاصمة الموريتانية نواكشوط،وقصص سكانها هي الأكثر حضوراً في النقاش المجتمعي،وهذا الأمر يلاحظ جليا عند المرور بالقصر الرئاسي،الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى حائط  مبكى لفقراء نواكشوط.

حيث يشهد محيطه إعتصامات شبه دائمة من طرف سكان الأحياء العشوائية المتضررين من عدم تخطيط  وتأهيل أماكن سكنهم أو من نزع الدولة لأراضيهم أو من تحكم النافذين الذي يتسبب في تشريدهم،فقصصهم مع المعاناة كثيرة ومؤثرة،لكن أكثر قصص هؤلاء السكان جدلاً هي قصة سكان منطقة مايحشم في حي قندهار( التسمية تعني بالعربية “لا يستحي”)،حيث يشكوا سكانها من قيام الإدارة بسلبهم أرضا كانوا يستغلونها للزراعة منذ ثلاثين عاما، وقامت بمنحها لرابطة العلماء والأئمة الموريتانيين،ويقول السكان إن الدولة قامت باعطائهم حق استغلال تلك الأرض سنة 1984 ومنذ ذلك الزمن وهم يعيشون في خيرها،وتخلل تلك الفترة صراعات مع متنفذين كانوا يريدون الاستحواذ عليها،كان اَخرها سنة 2007 ،حيث انتصر السكان عبر القضاء الذي أكد أحقية السكان بالأرض.

لكن في الفترة الأخيرة جاء بعض الأئمة والعلماء وقاموا بعمليات نهب وهدم وتدمير في الأرض المذكورة وتم الأمر تحت غطاء الحرس الوطني،وحين إعترض سكان حي “ماتحشم ” على اتلاف أرضهم تم قمعهم بقسوة من طرف الحرس ،مما خلف بيهم إصابات بالغة،ويطالب السكان بالانصاف وعدم السماح للأئمة والعلماء بطردهم من أرضهم،ويعتبرون إن طردهم يعني القضاء على مستقبل 80 أسرة تعيش على خير تلك الأرض.

المختلف في القضية هو أن أحد أطرافها هو رابطة العلماء والأئمة الموريتانيين التي تمثل رجل الدين الموالي للنظام وليست مجرد قصة نافذ يريد زيادة أرباحه وأملاكه على حساب الفقراء،وهو مأزق جديد لرجل الدين في موريتانيا،حيث يظهر في صفة المغتصب المحارب من أجل هضم حقوق الفقراء،بعد أن فقد الكثير من رصيده في عمليات تملقه الشديد للنظام،فهذه الرابطة سبق و أن طالبت الجنرال ولد عبد العزيز بالترشح لمأمورية ثانية وقدم أعضائها وصلات نفاق أزعجت الكثير من النشطاء الموريتانيين على الشبكة، وعلقوا باشمئزاز حولها و هو نفس ماحصل حين أعلن وزير التوجيه الإسلامي الموريتاني ولد النيني عن لقب جديد للجنرال عزيز ،وهو رئيس الإسلام،مما أثار موجة امتعاض كبيرة من الكلمة واللقب،الرجل الذي تتهم وزارته بأنها أكثر الوزارات فساداًَ،رغم كونه عالم دين يقدم المحاضرات حول قيم الإسلام!

تحالف رجال الدين في موريتانيا مع النظام،يفقدهم الاحترام بشكل مستمر بين الأوساط الشعبية وخاصة الشبابية التي ترى أنهم أصبحوا مجرد مبررين لجرائم النظام ونهبه للثروة وإهانته للشعب وذلك مقابل الحصول على بعض فتات موائده الحرام.

المفارقة في القضية أن اسم المنطقة يحمل شحنة امتعاض من قلة الخجل و يبدو أن القدر مصر على جعل سكانها يتصارعون مع فئة في قطيعة تامة مع الخجل!،ويبقى السؤال المطروح،هل خلت نواكشوط من الأراضي حتى لا يجد النظام ما يعطيه لرابطة الأئمة إلا أرضاً يستفيد منها مجموعة من الفقراء؟

 

 

موريتانيا:قصة مدينة منكوبة

كما يقال،المصائب لا تأتي فرادى ،وهذا ماحدث في شهر رمضان لهذه السنة،فأينما وليت وجهي متفقداً وضع الإنسان في البقعة المسيطرة على أكبر اهتمامي ،أجد مصيبة وكارثة،تختلف في القوة و البشاعة لكنها تبقى مصيبة،ففي فلسطين ينكل بالشعب من قبل قوات الإحتلال وفي العراق يطارد المواطن المسيحي من طرف عصابة تعشق القتل والكره،وفي بلدي موريتانيا تحولت الأمطار من بشرى خير إلى كارثة تشرد و تجوع السكان و تدمر المنازل،فبسبب الأمطار تحطم السد الرملي في مدينة أمبود  الواقعة بولاية كوركل  جنوب البلاد،لتتسبب السيول في تدمير 750 منزل،واتلاف بعض المحاصيل الزراعية التي كان السكان قد إدخروها من حصاد العام الماضي للاستعانة بها في غذائهم،مما جعلهم عرضة للجوع.خاصة أن سكان المدينة يعتمدون بشكل أساسي على محاصيلهم الزراعية.

ظلت الكارثة محل تجاهل من قبل وسائل الإعلام المحلية والنظام الموريتاني و حتى منظمات المجتمع المدني ،إلى أن قام النشطاء والمدونون على الشبكة بحملات على مواقع التواصل الإجتماعي من أجل إنقاد المدينة وسكانها. حيث بدأت الصحافة تتحدث عنها على استحياء وقامت بعض المنظمات بالاعلان عن مبادرات للإغاثة و تقديم الاسعافات الأولية لها،مثل الأدوية والخيام والملابس والغذاء و قام النظام بتقديم بعض المساعدات لصالح مائة شخص من المتضررين،لكن المواطنين قالوا إنها لا تنفعهم في الكارثة وأنها مجرد ذر للرماد في العيون وأن توزيعها خضع للحسابات السياسية ،حيث حرم منها من يعرف بمعارضته للنظام.

بدوره،أصدر  المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة  الذي يضم أحزاب المعارضة الموريتانية وبعض النقابات ومنظمات المجتمع المدني بيانا  تضامنيا مع سكان مدينة أمبود ،طالب  فيه النظام بالتدخل لإنقاد سكان المدينة و حمله مسؤولية ما سيحل بهم.

صورة تظهر الدمار نشرها الناشط عبد القادر محمد على فيسبوك
صورة تظهر الدمار نشرها الناشط عبد القادر محمد على فيسبوك

كارثة مدينة أمبود أعمق من مجرد مساعدات إسعافية اَنية،فنسبة المنازل المبنية بالطين في المدينة تصل إلى ٩٠% وسدها مبني بالرمل (للتوضيح: إنهارت أجزاء من السد عام العام 2010 وقد رمم بعدها ) وأي هطول كبير للأمطار سيأتي على ماتبقى منها، فهي تعكس حالة الإهمال الحاصل من طرف الدولة الموريتانية لمواطنيها.

مدينة أمبود تحتاج لأن يبنى لها سد على مقاييس عصرية لا يتدمر بسبب هطول بعض مليمترات  من الأمطار و أن يُساعد سكانها في إعادة إعمار منازلهم بمواد بناء عصرية غير بدائية كما هو حال منازل المدينة الاَن ،ومن الضروري أن تضع الدولة لهم خطط تنموية تساعدهم في تطوير زراعتهم و تدعم وضعهم الإقتصادي الهش و تنتشلهم من حالة الفقر المدقع .

طبعا هذا بالإضافة إلى عملية الإسعاف السريع،لأن المستنقعات قد تجلب للمدينة كثير الأمراض والأوبئة.

لكن حسب الواقع لا  أرى أن الأمر سيتغير فيه شيء و أن النظام الموريتاني سيقوم باللازم،خاصة أن وزير الإعلام الموريتاني قد قلل من شأن الكارثة وقال إن ماحدث تم تهويله فقط!.

وحين ننظر إلى واقع بقية المدن الموريتانية و تعامل النظام مع الكوارث التي تقع فيها ،نجد أن  الأمر غير مشجع، العاصمة نواكشوط مثلا تتحول إلى مستنقع كبير عند هطول الأمطار و ذلك بسبب غياب الصرف الصحي ولم يقم النظام لحد الاَن بأي خطوات حقيقية و مؤثرة لإنشاء صرف صحي لها،ففي العام الماضي تضرر سكانها بشكل كبير من مياه الأمطار والبرك الناتجة عنها والمشهد قد يتكرر هذا العام عند هطول الأمطار في فصلها،لأنه باختصار لم يتغير أي شيء ومازالت العاصمة   تنتابها حالة من الكره الشديد تجاه المطر!.