أرشيفات التصنيف: تدوين

التدوين كبداية!!

صورة للمشاركين في الورشة وأعضاء المدونة الجديدة
صورة لبعض المشااركين في الورشة وأعضاء المدونة الجديدة

أشارك منذ الثامن والعشرين من الشهر المنصرم في دورة تكوينية من تنظيم منظمة Afcf و PANOS INSTITUTE WEST AFICA.
تتمحور هذه الدورة حول استراتجيات الاتصال وشبكات التواصل الاجتماعي وتأتي في إطار حملة لكسر حاجز الصمت حول التابوهات والأفكار المتخلفة المتحكمة في المجتمع، وتنويرالرأي بخصوص العنف الموجه للنوع في غرب إفريقيا.

تهدف الدورة إلى خلق شبكة من النشطاء الحقوقيين والصحفيين المناصرين لقضايا المرأة وإلى تسخير الإعلام الجديد ووسائطه لدعم ذلك الغرض، وهو أمر نحتاجه بالحاح في موريتانيا، فقضية تعنيف المرأة واغتصابه لا تجد لحد الاَن مكانها اللائق في النقاش المتفجر على الشبكة بين النشطاء والمدونين الموريتانين، وهو أمر بحاجة لبعض العمل من قبل الفاعلين في مجال حقوق المرأة.

وقد إنبثقت عن هذه الورشة لحد الاَن مدونة تشاركية بين المنخرطين في الدورة تحمل اسم “ STOP VEDAN “، وتأتي المدونة كلبنة أولى للتشبيك بينهم وبث أعمالهم وأفكارهم المناصرة للمرأة، وهو أمر أسعدني كثيراً كمدون مؤمن بدور هذا الوسيط في ترسيخ الوعي ونثر الأفكار والمعلومات المفيدة والدفاع عن المظلمين والمهمشين، وأرى أنه كلما وسعنا قاعدة الصحفيين والمدونين المناصرين لقضايا المرأة والمناهضين لتعنفيها سيكون النجاح حليفنا، فالتدوين بما يحمله من كسر لمقص الرقيب في الصحافة التقليدية يساعد على تخطي تقاليد المجتمع المتخلفة الداعمة للتميز بحق المرأة، فهو نمط تعبير متحرر لا يرضخ لاكراهات المجتمع ولا سطوة السلطة ولا المال ومن خلال الحملات التدوينية المحترفة ستجد القضية زخمها المطلوب وتفرض نفسها على الرأي العام.
في الختام أتمنى أن تحمل المدونة الجديدة إضافة جيدة للمحتوى التدويني الموريتاني المحتاج لأي جديد وتسهم في تنوير الرأي العام ولن يكون ذلك سوى بتضافر جهود الجميع ومن الضروري أن تليها خطوات أخرى داعمة ومكملة فالتدوين وحده لايكفي والواقع يحتاج كل جهد وفكرة.

في الفيديو التالي بعض الانطباعات لإحدى المشاركات في الورشة

التدوين هو التفكير من خارج الصندوق

images

بدأت قصتي  مع التدوين في سنة 2006 عبر مدونتي (يا عرب ) على موقع  مكتوب وذلك بعد إعجابي بالحراك  التدويني المصري الذي بدأت إرهاصاته في 2004 .حيث خلق المدونون المصريون حالة رائعة من الرفض والاحتجاج الالكتروني خاصة ضد مشروع التوريث .فقد كنت أراقب مايكت المدونين المصريين من أمثال  وائل عباس عبر مدونته الوعي المصري وكذلك مدونة منال وعلاء وازداد إعجاب بهم حين أصبحوا قوة مؤثرة وفرضوا على النظام المصري رفع سقف الحرية وعدم اهتمامهم لما يتعرضون له من إعتقالات ومواصلتهم لكشف فساد نظام مبارك.حينها تأكدت أن التدوين هو مفتاح التغيير في العالم العربي وأننا في موريتانيا بحاجة له أكثر من أي بقعة أخرى  فزمن الصحافة التقليدية النمطية قد ولى وقد تفاجأة في بداية بالتفاعل مع مدونتي وحجم زيارتها وإقبال الموريتانيين على هذا العالم الجديد الجميل ،واليوم سأكتب عنه في محاولة لتوضيح بعض المفاهيم وعرض مفهومي للتدوين .

المدونة والتدوينة والتغريدة:

بعد الربيع العربي أصبح التدوين أكثر شهرة كذلك المدونيين لكن مازال هناك خلط ولبس في هذا العالم  فكل من يشخبط على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك ” أصبح ينادى بالمدون حتى إن لم يكن يفقه شي في هذا العالم .لاحظت أيضا أن العاملين في قطاع الصحافة في موريتانيا لا يفرقون بين التدوينة والتغريدة ،وهنا سأشارككم بعض التعريفات للمدونة وللتدوين .وسأحاول توضيح  الفرق بين التغريدة والتدوينة. فعن ماهية المدونة كتبت شيماء إسماعيل عباس إسماعيل الباحثة في قسم المكتبات والوثائق والمعلومات، كلية الآداب – جامعة القاهرة وذالك في دراسة لها عن المدونات المصرية  نشرت في دورية
journal.cybrarians”

:
تستخدم كلمة ” مدونة ” العربية كمقابل للكلمة الإنجليزية(blog) وهي اختصار لكلمتيWeb log والتي تعني سجل الشبكة[3] “وقد اشتقت الكلمة من فعل دون، تدوين، مدونة ليصبح اسم الفاعل منها مدون”[4]، وهناك العديد من التسميات التي استخدمت كمقابل لكلمة (blog) منها: البلوجز، البلوغز، المذاكرات الإلكترونية، المدونات الشخصية، يوميات الإنترنت، السجل الشخصي، المعارضة الإلكترونية، الصحافة الإلكترونية .. وغيرها الكثير من التعريبات التي وردت في كتابات المؤلفين العرب عن المدونات الإلكترونية، إلا أن “مدونة” هو التعريب الأكثر قبولاً وانتشاراً واستخداماً لهذه الكلمة حتى الآن[5].    ذلك عن الدلالة اللغوية للكلمة فإذا ما انتقلنا إلى الدلالة الاصطلاحية – كما تعرضها قواميس المصطلحات- نجد أنمصطلح بلوج(blog)  تم إدخاله لأول مرة إلي معجم أكسفورد في طبعة مارس  2003، كما دخلت كلمة “blog” إلي قاموس ويبستر”Merriam-Webster Online Dictionary,” عام [6]2004، والذي يذكر أن المدونة (blog) “عبارة عن موقع ويب يتم تحديثه بصفة مستمرة يشتمل على مداخل أو تدوينات مؤرخة ومرتبة ترتيباً زمنياً بداية بالأحدث”[7]،ويعرف المدونون bloggers)) على أنهم “الأشخاص الذين يكتبون المدونات وبرامج التدوين”[8]، ويشير لعالم المدونات(blogosphere) بـ”المجتمع المترابط لكل من المدونات والمدونين المتاحة على الإنترنت في كل أجزاء العالم”[9

قدمت كذلك تعريفا للتدوينة :

“التدوينة” التعريب لكلمة”post”، وهي “المادة أو الإسهام الواحد في المدونة والتي يمكن أن تكون رسالة أو أخبار أو صورة أو رابط، وعادة ما تكون مادة قصيرة تتضمن الروابط الخارجية وتمكن الزوار من التعليق عليها”.

الفرق بين التغريدة والتدوينة :

كما أسلفت يوجد خلط كبير في موريتانيا بين التدوين والتغريد وهما مختلفتان فالتغريدة لا تتعدى 140التي يسمح بها موقع “تويتر” وتقتصر عادة على الانطباعات أو نقل حدث بسرعة  أو نشر روابط لأخبار عاجلة أو مقالات مهمة بحيث لاتمكن من تقديم تحليل متكامل لموضوع ما أو تقديم تحقيق مشفوع بمعلومات ومعطيات .أما التدوينة فتكون أكثر تفصيلا حيث تتطلب البحث عن المعلومة كذلك تحليلها من أجل تكوين رؤية متكاملة ويمكن القول أن التغريدة هي أداة ترويجية للتدوينة مثلا بوضع ربطها على موقع تويتر للانتشار السريع .

التدوين والتفكير من خارج الصندوق :

عادة من يلجؤون للتدوين هم أناس يفكرون من خارج الصندوق ويكرهون الإطارات التقليدية وسياسة مقص الرقيب …هم بشر يبحثون عن الحرية في الكتابة والإنتماء فالتدوين هو تغريد خارج السرب فالكل يعبر عن رأيه بالطريقة التي يشاء، من دون قواعد قمعية وذلك مايجعل أي محاولة لحصر المدونيين في قالب معين سواء كان إتحاد أو رابطة قصدها تأطيرهم تبوء بالفشل فهو عالم غير قابل للعيش في ظل الأنماط التقليدية  ،وهنا سأسرد لكم  تجربتي في محاولة إنشاء اتحاد للمدونيين الموريتانيين :

في عام 2008 لبيت دعوة لاحد المدونيين الموريتانيين البارزين لحضور جلسة تأسيسة لاتحاد المدونيين الموريتانيين …حضرت لكي أتعرف على من كنت أقرأ لهم من المدونين وربط صلات على أرض الواقع مع من يتقاسمون معي شغف التدوين وحضر هذا الأجتماع  قرابة 15 مدون  وفي نفس الجلسة انتخب مكتب تنفذي  مؤقت من دون أن نعمق نقاشاتنا واكتشفت لاحقا أن المكتب لم يكن فيه من المدونيين النشطين سوى أثنين، وبعد   الاجتماع واعلان الاتحاد لم يجتمع ذلك المكتب الذي كلف بوضع نظام داخليا وأساسيا الا مرات قليلة ومرت الأشهر وفقد الإتصال بين أعضائه وماتت الفكرة …ماتت لانها لم تكن في محالها ولم تدرس جيدا وكانت إرتجالية  وبعض من حضروها لم يكونوا على معرفة بعالم التدوين ،ذلك العالم الذي كان مجهولا في موريتانيا في  تلك الفترة .

حدث نفس الشيء  مع اتحادات التدوين في الوطن العربي التي أعلن عنها فلم يكن لها أي تأثير وهذا ماكتبه عنه  سامي بن غربية  أحد أيقونات التدوين العربي :

“محاولة التكلم باسم المدونين و السعي لإنشاء إتحادات “رسمية” أو شبه تجمعهم أو تمثلهم ليست بجديدة و قد بائت أغلبها بالفشل لتعارضها الشديد مع روح و خاصية التدوين التي ترفض العقلية المؤسساتية و البيروقراطية التي يسعى البعض، بحسن أو بسوء نية، لفرضها على المدونات العربية. و لا أذكر أنني سمعت يوما بوجود مثل هذه المبادرات خارج العالم العربي الذي يبدو و كأنه فـُطم على أنشاء الإتحادات الفاشلة على شاكلة الجامعة العربية و اتحاد المغرب العربي و غيرها من آليات “التأطير”. و كنا قد تابعنا كيف حاول المجتمع الرسمي للمدونين السعوديين ( أوكساب ) الإلتفاف على التدوين السعودي عبر أهداف تتراوح بين “نشـر وتطوير ثقافة التدوين، و رعاية شؤون المدونين” و بين ” تأطير الكتابة في المدونات ضمن إطـار الشريعة الإسلامية و العادات و التقاليد الصحيحة ” ثم كيف ووجهت هذه المبادرة بالرفض من قبل فؤاد الفرحان و زملاءه أحمد العمران و غيرهم من الذين رفضوا الإنزواء تحت لواء “المجتمع الرسمي للمدونين السعوديين”.فقد تهالت علينا أنباء إنشاء إتحاد للمدونين العرب و اتحادات فرعية في كل من المغرب و اليمن و لجان خاصة بالعضوية و التنظيم و أخرى خاصة بالإعلان و لجنة الدراسات والمشاريع و لجنة الفروع القطرية و هيئة إشراف على انتخابات الهيئة الادارية و هياكل تذكرنا بالبيرقراطية العربية العقيمة”.

خلاصة القول أن التدوين عالم حر وجذاب لكن يحرق كل من يحاول أن يجعل منه مصعدا إلى المصالح الشخصية أو البحث عن النجومية .كذلك أنه في موريتانيا مازال مجهولا لدى الكثيرين ويتعرض هذه الأيام إلى تشويه ومايحتاجه هو محاولة لتصحيح فهم الجمهور له أكثر من إتحادات لاتتناسب مع روحه   .

ملتقى المدونين العرب : في انتظار رحلة العودة

مع الرابير المغربي معاذ الحاقد المعتقل الاَن
مع الرابير المغربي معاذ الحاقد المعتقل الاَن

‫لملمتُ أشيائي، وأنتظر الآن الحافلة التي ستوصلني إلى مطار علياء الدولي من أجل العودة إلى نواكشوط، تلك الرحلة الطويلة المتعبة. وبدأ شريط ذكريات ملتقى المدونين العرب يسيطر على ذهني. سأحاول أن أشارككم بعضها معي الآن بدون ترتيب كما فعلت في التدوينتين السابقتين عن اليوم الأول والثاني لأن أفكاري الاَن مبعثرة بين عمان ونواكشوط، بين لهفتي للرجوع للرفاق وحزني على ترك من تقاسمت معهم أجل اللحظات.

الجلسة الختامية لمؤتمر المدونين العرب

بعد ثلاثة أيام مغلقة على المدونين كانت غزيرة بورش العمل المفيدة والنقاشات البناءة، تم اليوم اختتام ملتقى المدونين العرب بجلسة مفتوحة للصحافة للمهتمين بالمؤتمر. ونظمت خلال هذه الجلسة العديد من الحلقات النقاشية، حيث قام بعض المدونين المخضرمين بمناقشة واقع التدوين العربي وتحدياته، منهم ناصر ودادي من موريتانيا ومحمد الجوهري من مصر ومالك الخضراوي من تونس وأدارت الجلسة المدونة السورية ليلى نشواتي.

بعد ذلك نظمت مناظرة بعنوان “الرقابة لم تعد تهم؛ المراقبة على الانترنت هي المشكل الآن” وكان المدون المصري أحمد غربية مع الفكرة والناشط اليمني وليد السقاف يمثل الجناح المضاد.

ونظمت بعد ذلك جلسة تحمل عنوان “فنانو الثورة، الثقافة المضادة” وتحدث فيها الفنان اليمني أحمد عسيري والمدونة السورية ليلى نشواتي بالإضافة إلى رضا زين من المغرب، قدم خلالها كذلك مغني الراب المغرب معاذ المعروف بالحاقد أغنيته التي سجن بسببها في المغرب. لتبدأ جلسة أخرى تحت عنوان “رياح النشاط الرقمي المتحولة” أدارها الصحفي اللبناني أنطون عيسي وتحدث فيها كل من المدون اللبناني بطاح، الصحفية المستقلة عبير قبطي، Oximity.com تولين دالوجلو، المونيتور،بعد انتهاءها انتقل النقاش إلى موضوع تحت عنوان حوكمة الانترنت : هل تهم فعلا في العالم العربي ؟ تحدث فيها كل من محمد نجم، موقع سمكس وفاء بن حسين فهد بطاينة، منظمة الايكان ICANN عابد شملاوي، الجمعية الاردنية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

واختتمت الجلسات مع نقاش تحت عنوان ناشط -صحفي والتي تحدث فيها كلن من أسماء الغول، المونيتور لينا عطا الله، مدى مصر لينا عجيلات من الأردن عفاف عبروقي من الأصوات العالمية.

حفلة حبر

بعد انتهاء أعمال الملتقى انتقلنا الى مقر مجموعة حبر وكان الفلكلور الأردني ينتظر قدومنا ليقدم نفسه ملهما وباعثا للحياة، فرقصة الدبكة أخذتنا بألقها وألهمتنا وفرضت على الجميع التفاعل مع حركاتها وبعد ذلك قدم لنا مجموعة من المبدعين الأردنين عرضا كوميديا ساخر وساحر تحت عنوان الباشا،لنحلق بعد ذلك مع مغني الراب الأردني طارق أبو كويك المعروف بالفرعي …فقد سافرت بنا كلمات أغانيه إلى كل أقطار عالمنا العربي وشخصت لنا سبب خيبتنا أكدت وجهة نظرنا في أنظمتنا فكان صوت المطحونين والغاضبين والثائر المخلص وانتهت الحفلة بلحظات الوداع وعناق الفراق الذي أكره.

عرض عن موريتانيا

قمت بتقديم عرض عن الوضع في موريتانيا وذلك أثناء حلقة نقاشية أدرتها مع المدون والناشط الحقوقي البحريني محمد المسقطى وكانت تحت عنوان “دول خارج نطاق التغطية (موريتانيا والبحرين كنموذج ) وكان ذلك باليوم الثالث من أيام ملتقى المدونين العرب.حيث اكتشفت كالعادة أن العرب ليس لديهم إي المام بمايحدث في موريتانيا،وخلال هذه الحلقة النقاشية خرجنا بمقترح وهو أن نحاول خلق تشبيك بين المدونين العرب من أجل التعاضد في القضايا وكذلك التدوين شهريا عن إحدى القضايا الملحة في أحد البلدان العربية.

لامكان في عمان للمدون السوري جواد شربجي

للأسف لكل الأمور وجهان، واحد يبعث على الأمل، وآخر يحبط ويزعج لحد الغليان. وهذا ماحدث في ملتقى المدونين العرب في عمان. فقصة منع المدون والناشط السوري جواد شربجي من دخول عمان هي الوجه التعيس للملتقى…فقد أحزتني الحروف التي أرسل لنا عن منعه حيث قال:

“مرحبًا يا أصدقاء

أنا الآن في بيروت عائدًا، بعد تجربة مميزة قضيتها لمدة 7 ساعات في معتقل الملكة عليا الدولي، لم أر خلالها سوى الصحراء وبعض رجال الأمن من أصحاب النفسيات المريضة.. سعدت حقًا بتلك التجربة، تعرفت خلالها على العديد من السوريين القادمين من بلاد مختلفة، والذين ينتظرون نداءً يخرجهم من تلك الغرفة، ذكرتني تلك الساعات بأيام البهدلة في الخدمة العسكرية 🙂

الآن أنا حزين جدًا إذ لم استطع الاجتماع بكم، لقد كنت أتابع معظم الرسائل والنقاشات التحضيرية، وكنت متحمسًا للجلوس إليكم وتبادل الحديث والخبرات.. لكن الله أراد غير ذلك..”

إلى اللقاء يا عمان… سأشتاق لكم أيها المدونون الرائعون