قابلت قبل أيام أحد الوجوه المعروفة في المشهد “الثقافي “الموريتاني و بدأ بتحليل تجربتنا في 25 فبراير، حيث قال لي :
“كان سبب فشل حراككم وانتفاضتكم هو أنه لم تسبقه تراكمات مثل ما حدث في مصر… فالثورة المصرية كانت نتاج لعمل تم على سنين وتمخض عن انتفاضة شعبية ،وكانت نتيجة لتضافر جهود الشباب والنخبة المثقفة وأصحاب التجارب الكبيرة” ،وحدثني عن حركة كفاية وتجربة 6 إبريل، و تلاقح الأفكار بين كل التيارات، و تبادل الخبرات بين الأجيال “. متابعة قراءة حوار مع “مثقف”!→
عندما بدأت بعض الأصوات الزنجية الموريتانية تتعالى وتنتقد الإحصاء السكاني وتطالب بالخروج ضده وبإسقاطه وتتهمه بالعنصرية والإقصاء.قررت الاستماع لشكاويهم والتعرف على أسباب امتعاضهم،حينها انزعجت مثلهم واعتبرت أن الإحصاء يهدد السلم الاهلى، وفيه أسئلة توجه إلى الزنوج أقل مايقال أنها عنصرية و إقصائية.
استفسارات تشعر الاَخر بالدونية والنقص والاتهام المسبق في موريتانيته،وذلك ماتحدث عنه لوكورمو،وهو أحد أهم أساتذة القانون الدستوري في موريتانيا والمعرف بخدمته للطلاب الموريتانيين بمختلف أعراقهم،حيث تكلم البروفسورعن استجوابه بطريقة مذلة وطرح السؤال التالي عليه:
مادمت محاميا فهل تعرف المحامي ولد عبد القادر بعمارة ولد المامي؟، تحدثت كذلك النائب في البرلمان كادياتا جاللو عن قصص أخرى مثل :
شخص ولد في مدينة بوكي فسألوه هل تعرف با سيلي أو زوجته .؟
حينها قلت لو وضعت نفسي مكان أحد هؤلاء المواطنين وتخيلت أني أسأل عن وزير موريتاني فاسد ومرتشي،أو عن نائب في البرلمان دخل عن طريق انتخابات مزورة هزلية، فلن أجاوب حتى لو كنت أعرفه فإني أرفض أن تكون هذه طريقة إثبات أنني موريتانيا…
كل هذا جعلني أخرج في يوم 30يوليو،2011 في أول تظاهرت لحركة( لاتلمس جنسيتى )،التي تكونت ضد الإحصاء السكاني،حيث رأيت أنا ومجموعة من نشطاء حركة 25 فبراير أنه من الواجب علينا الوقوف ضد الظلم،كذلك أن نسعى الى أن لا يأخذ ذلك الاحتجاج طابعا عرقيا وفئويا،وأن نحاول خلق رأي عام ضد كل تمييز يمارس بحق أي مواطن أو عرقية.
خروجنا هذا لم يرق طبعا للكثيرين من العنصريين العرب والزنوج،فالعرب اتهمونا بالعاملة للخارج والخيانة وأن معارضتنا لنظام الجنرال عزيز جعلتنا نخون شريحتنا ووطننا،والزنوج لم يفهموا أن هناك بشر لايعترفون بالطائفية ويطالبون بدولة المواطنة،التي لاتفرق بين المواطنين،ولم يرق لهم أن يكون هناك من يطالب بسقوط النزعات العنصرية التي يروجون لها،وفعلا تعرض بعض النشطاء لاعتداءات أثناء الاحتجاجات،المهم واصلنا الخروج مع حركة (لاتلمس جنسيتي) رغم قلتنا إلى أن تغيرت الطريقة المتبعة في الإحصاء،وتوقفت الأسئلة المستفزة، وكنا طلية تلك الاحتجاجات الصوت العربي الذي ينقل أخبارها ويشرح أغراضها ويحاول أن يكافح الخطاب العنصري،الذي دأب النظام والعنصريين ترويجه بين المواطنيين،واليوم وبعد أكثر من سنة ونصف على انطلاق تلك الاحتجاجات توطدت علاقة النشطاء في الحركتين وأصبحت النقاشات تتعمق ممانتج عنه:
-أن حركة لاتلمس جنسيتي بدأت تتحدث عن مواضيع أكثر وتطرح طرحا أشمل.ولم تعد تتحدث عن الإحصاء فقط ،كذلك وبسبب نقاشات نشطائها مع شباب 25 فبراير فهمت أنها لايجب أن تظل تخاطب نفسها وشريحتها،وبدأت باستخدام العربية بشكل أكبر في انشطتها من أجل إسماع صوتها إلى العرب وشرح وجهة نظرها لهم،وعدم تركهم لتضليل وسائل الإعلام العنصرية.
اقتنعت كذلك أن أي حراك فئوي لن يحقق نتيجة وخرجت مع شباب 25 فبراير في الذكرى الثانية لانتفاضة فبراير للمطالبة بالدولة المدنية،وتشاركت معه في بيانات ومواقف عدة.
-أما بالنسبة لنشطاء حركة 25 فبراير فقد تغير من كان منهم لديه أفكار نمطية عن مطالب الزنوج وأصبح يفرق بين العنصري والمطالب بالحق .
بعد تجربتي ورفاقي مع احتجاجات لاتلمس جنسيتي تأكدت أنه هناك جدار صلب مبني بين مكونات الشعب الموريتاني،وتغذية مستمرة للعنصرية من قبل المتطرفين العرب والزنوج ،يستغلون فيها عدم وجود احتكاك فعلي بين العرقين ويبثون خطابهم المسموم الهادف إلى مزيد من التنافر، وأنه علينا كطلائع ثورية تطالب بدولة المواطنة أن نحاول كسر هذا الجدار الوهمي بالتفاعل والتشبيك مع بعضنا،وخلق حالة من اللحمة الوطنية وجبهة تكافح العنصرية،فالتغيير لا يمكن أن يصنعه فصيل ولا عرق واحد فهو عمل جماعي، فموريتانيا أجمل بتنوعها .
صورة من مكب النفايات الذي يحتج عليه السكان في قرية تيفريت
إن الحديث عن الأوساخ والنفايات في العاصمة نواكشوط ،حديث ذو شجون،فبينهما قصة أسطورية تفرض نفسها على عيون وأنفاس و كل حواس سكان المدينة.
واليوم تكتب أحدث سطور تلك القصة،وتتجاوز حروفها سكان العاصمة للقرى المجاورة لها،ففي يوم الأربعاء/30/يوليو خرج سكان تجمع تيفريت القروي، الواقع 25 كلم شرق نواكشوط على طريق الأمل،وذلك من أجل الاحتجاج على قيام المجوعة الحضرية بتفريغ نفايات العاصمة بالقرب من قريتهم الوادعة،مما تسبب في أضرار بيئية لقريتهم و بالتالي إزعاجهم ،وقد رفع المتظاهرون لافتات تطالب بالتوقف عن رمي القمامة والنفايات بالقرب من قريتهم، مؤكدين إنها تتسبب في أضرار صحية وبيئية ذات انعكاسات سلبية عليهم. وكان جزائهم هو المقع والتنكيل،حيث قامت قوات الدرك الموريتاني باعتقال 14 شابا من سكان القرية.
قصة القرية والنفايات أعادت الأذهان إلى قرار الحكومة الموريتانيى الغاء التعاقد مع شركة شركة PIZZORNO الفرنسية وقيام المجموعة الحضرية بعمل الأخيرة،مما نتج عنه بطالة أكثر من ألف مواطن موريتاني كانت الشركة الفرنسية تتعاقد معهم،في مقابل اعتماد المجموعة الحضرية في مشروعها الجديد على العمال بالأجرة اليومية الذين لا حقوق قانونية لهم،وكانت شركة PIZZORNO قد دخلت في تجاذبات سابقة مع الحكومة الموريتانية بعد تعنت الأخيرة في دفع مستحاقات الشركة،وقد بدأت الشركة المذكورة تسيير النفايات المنزلية الصلبة وما شابهها في مدينة نواكشوط بعد توقيعها اتفاقية مع الحكومة الموريتانية وذلك في شهر مارس من سنة 2007 ولمدة عشرة سنوات قابلة للتجديد ،وبلغت تكلفة هذا الاتفاق 1.12 مليار أوقية.
بعد فسخ العقد بدأت أزمة الأوساخ في العاصمة نواكشوط تظهر وتطفو أكثر على السطح وتثير استياء المواطنين،ففرق التنظيف التي تعمل لصالح المجموعة الحضرية تفتقر لأبسط الخبرات في تجميع النفايات وتأمينها بشكل صحي لا يضر المواطنين وحتى أن عددهم غير كافي لتغطية نواكشوط،،وقضة قرية تيفريت ليست سوى تجلي من تجليات عدم احترافية عناصر المجموعة الحضرية،حيث يقومون برمي النفايات السامة بشكل عشوائي في مكب في الهواء الطلق قرب القرية من دون اتباع أي من أجراءت السلامة،وكانت الشركة الفرنسية قد أغلقت معملاً لمعالجة النفايات يقع بقرب القرية كانت تستخدمه للحد من خطورة تجميع كميات كبيرة منها،ومن خلال مشاهداتي البسيطة في العاصمة،لاحظت أن شحانات المجموعة الحضرية مفتوحة وغير مؤمنة و تتساقط منها النفايات على الطرقات في مشهد عبثي يبعث على الغثيان والاشمئزاز ذكرني بطريقة تجمع أطفال العربات للنفايات.ومن أخطر مظاهر التسيب الملاحظ في قضية التعامل مع النفايات هي قصة رمي نفايات مستشفى الانكلوجيا في الشارع الموازي له و طريقة التعامل البدائي معها من قبل عناصر المجموعة الحضرية وهو مايظهر استهتاراً بأرواح المواطنين.
هنا لا أدافع عن الشركة الفرنسية فهي أيضا لها سلبيات ولم تكن تغطي كل العاصمة-مثلا لم أجدها يوما في الحي الذي أسكن- ولم تقضى على أزمة الأوساخ رغم الفترة التي قضت في الاشراف على العملية،لكنها لا تقارن بارتجالية المجموعة الحضرية واستهتارها بأرواح المواطنين الذين يتعرضون اليوم لاجتاح مقلق للنفايات.
بدأت قصتي مع التدوين في سنة 2006 عبر مدونتي (يا عرب ) على موقع مكتوب وذلك بعد إعجابي بالحراك التدويني المصري الذي بدأت إرهاصاته في 2004 .حيث خلق المدونون المصريون حالة رائعة من الرفض والاحتجاج الالكتروني خاصة ضد مشروع التوريث .فقد كنت أراقب مايكت المدونين المصريين من أمثال وائل عباس عبر مدونته الوعي المصري وكذلك مدونة منال وعلاء وازداد إعجاب بهم حين أصبحوا قوة مؤثرة وفرضوا على النظام المصري رفع سقف الحرية وعدم اهتمامهم لما يتعرضون له من إعتقالات ومواصلتهم لكشف فساد نظام مبارك.حينها تأكدت أن التدوين هو مفتاح التغيير في العالم العربي وأننا في موريتانيا بحاجة له أكثر من أي بقعة أخرى فزمن الصحافة التقليدية النمطية قد ولى وقد تفاجأة في بداية بالتفاعل مع مدونتي وحجم زيارتها وإقبال الموريتانيين على هذا العالم الجديد الجميل ،واليوم سأكتب عنه في محاولة لتوضيح بعض المفاهيم وعرض مفهومي للتدوين .
المدونة والتدوينة والتغريدة:
بعد الربيع العربي أصبح التدوين أكثر شهرة كذلك المدونيين لكن مازال هناك خلط ولبس في هذا العالم فكل من يشخبط على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك ” أصبح ينادى بالمدون حتى إن لم يكن يفقه شي في هذا العالم .لاحظت أيضا أن العاملين في قطاع الصحافة في موريتانيا لا يفرقون بين التدوينة والتغريدة ،وهنا سأشارككم بعض التعريفات للمدونة وللتدوين .وسأحاول توضيح الفرق بين التغريدة والتدوينة. فعن ماهية المدونة كتبت شيماء إسماعيل عباس إسماعيل الباحثة في قسم المكتبات والوثائق والمعلومات، كلية الآداب – جامعة القاهرة وذالك في دراسة لها عن المدونات المصرية نشرت في دورية
journal.cybrarians”
”
:
تستخدم كلمة ” مدونة ” العربية كمقابل للكلمة الإنجليزية(blog) وهي اختصار لكلمتيWeb log والتي تعني سجل الشبكة[3] “وقد اشتقت الكلمة من فعل دون، تدوين، مدونة ليصبح اسم الفاعل منها مدون”[4]، وهناك العديد من التسميات التي استخدمت كمقابل لكلمة (blog) منها: البلوجز، البلوغز، المذاكرات الإلكترونية، المدونات الشخصية، يوميات الإنترنت، السجل الشخصي، المعارضة الإلكترونية، الصحافة الإلكترونية .. وغيرها الكثير من التعريبات التي وردت في كتابات المؤلفين العرب عن المدونات الإلكترونية، إلا أن “مدونة” هو التعريب الأكثر قبولاً وانتشاراً واستخداماً لهذه الكلمة حتى الآن[5]. ذلك عن الدلالة اللغوية للكلمة فإذا ما انتقلنا إلى الدلالة الاصطلاحية – كما تعرضها قواميس المصطلحات- نجد أنمصطلح بلوج(blog) تم إدخاله لأول مرة إلي معجم أكسفورد في طبعة مارس 2003، كما دخلت كلمة “blog” إلي قاموس ويبستر”Merriam-Webster Online Dictionary,” عام [6]2004، والذي يذكر أن المدونة (blog) “عبارة عن موقع ويب يتم تحديثه بصفة مستمرة يشتمل على مداخل أو تدوينات مؤرخة ومرتبة ترتيباً زمنياً بداية بالأحدث”[7]،ويعرف المدونون bloggers)) على أنهم “الأشخاص الذين يكتبون المدونات وبرامج التدوين”[8]، ويشير لعالم المدونات(blogosphere) بـ”المجتمع المترابط لكل من المدونات والمدونين المتاحة على الإنترنت في كل أجزاء العالم”[9
قدمت كذلك تعريفا للتدوينة :
“التدوينة” التعريب لكلمة”post”، وهي “المادة أو الإسهام الواحد في المدونة والتي يمكن أن تكون رسالة أو أخبار أو صورة أو رابط، وعادة ما تكون مادة قصيرة تتضمن الروابط الخارجية وتمكن الزوار من التعليق عليها”.
الفرق بين التغريدة والتدوينة :
كما أسلفت يوجد خلط كبير في موريتانيا بين التدوين والتغريد وهما مختلفتان فالتغريدة لا تتعدى 140التي يسمح بها موقع “تويتر” وتقتصر عادة على الانطباعات أو نقل حدث بسرعة أو نشر روابط لأخبار عاجلة أو مقالات مهمة بحيث لاتمكن من تقديم تحليل متكامل لموضوع ما أو تقديم تحقيق مشفوع بمعلومات ومعطيات .أما التدوينة فتكون أكثر تفصيلا حيث تتطلب البحث عن المعلومة كذلك تحليلها من أجل تكوين رؤية متكاملة ويمكن القول أن التغريدة هي أداة ترويجية للتدوينة مثلا بوضع ربطها على موقع تويتر للانتشار السريع .
التدوين والتفكير من خارج الصندوق :
عادة من يلجؤون للتدوين هم أناس يفكرون من خارج الصندوق ويكرهون الإطارات التقليدية وسياسة مقص الرقيب …هم بشر يبحثون عن الحرية في الكتابة والإنتماء فالتدوين هو تغريد خارج السرب فالكل يعبر عن رأيه بالطريقة التي يشاء، من دون قواعد قمعية وذلك مايجعل أي محاولة لحصر المدونيين في قالب معين سواء كان إتحاد أو رابطة قصدها تأطيرهم تبوء بالفشل فهو عالم غير قابل للعيش في ظل الأنماط التقليدية ،وهنا سأسرد لكم تجربتي في محاولة إنشاء اتحاد للمدونيين الموريتانيين :
في عام 2008 لبيت دعوة لاحد المدونيين الموريتانيين البارزين لحضور جلسة تأسيسة لاتحاد المدونيين الموريتانيين …حضرت لكي أتعرف على من كنت أقرأ لهم من المدونين وربط صلات على أرض الواقع مع من يتقاسمون معي شغف التدوين وحضر هذا الأجتماع قرابة 15 مدون وفي نفس الجلسة انتخب مكتب تنفذي مؤقت من دون أن نعمق نقاشاتنا واكتشفت لاحقا أن المكتب لم يكن فيه من المدونيين النشطين سوى أثنين، وبعد الاجتماع واعلان الاتحاد لم يجتمع ذلك المكتب الذي كلف بوضع نظام داخليا وأساسيا الا مرات قليلة ومرت الأشهر وفقد الإتصال بين أعضائه وماتت الفكرة …ماتت لانها لم تكن في محالها ولم تدرس جيدا وكانت إرتجالية وبعض من حضروها لم يكونوا على معرفة بعالم التدوين ،ذلك العالم الذي كان مجهولا في موريتانيا في تلك الفترة .
حدث نفس الشيء مع اتحادات التدوين في الوطن العربي التي أعلن عنها فلم يكن لها أي تأثير وهذا ماكتبه عنه سامي بن غربية أحد أيقونات التدوين العربي :
“محاولة التكلم باسم المدونين و السعي لإنشاء إتحادات “رسمية” أو شبه تجمعهم أو تمثلهم ليست بجديدة و قد بائت أغلبها بالفشل لتعارضها الشديد مع روح و خاصية التدوين التي ترفض العقلية المؤسساتية و البيروقراطية التي يسعى البعض، بحسن أو بسوء نية، لفرضها على المدونات العربية. و لا أذكر أنني سمعت يوما بوجود مثل هذه المبادرات خارج العالم العربي الذي يبدو و كأنه فـُطم على أنشاء الإتحادات الفاشلة على شاكلة الجامعة العربية و اتحاد المغرب العربي و غيرها من آليات “التأطير”. و كنا قد تابعنا كيف حاول المجتمع الرسمي للمدونين السعوديين ( أوكساب ) الإلتفاف على التدوين السعودي عبر أهداف تتراوح بين “نشـر وتطوير ثقافة التدوين، و رعاية شؤون المدونين” و بين ” تأطير الكتابة في المدونات ضمن إطـار الشريعة الإسلامية و العادات و التقاليد الصحيحة ” ثم كيف ووجهت هذه المبادرة بالرفض من قبل فؤاد الفرحان و زملاءه أحمد العمران و غيرهم من الذين رفضوا الإنزواء تحت لواء “المجتمع الرسمي للمدونين السعوديين”.فقد تهالت علينا أنباء إنشاء إتحاد للمدونين العرب و اتحادات فرعية في كل من المغرب و اليمن و لجان خاصة بالعضوية و التنظيم و أخرى خاصة بالإعلان و لجنة الدراسات والمشاريع و لجنة الفروع القطرية و هيئة إشراف على انتخابات الهيئة الادارية و هياكل تذكرنا بالبيرقراطية العربية العقيمة”.
خلاصة القول أن التدوين عالم حر وجذاب لكن يحرق كل من يحاول أن يجعل منه مصعدا إلى المصالح الشخصية أو البحث عن النجومية .كذلك أنه في موريتانيا مازال مجهولا لدى الكثيرين ويتعرض هذه الأيام إلى تشويه ومايحتاجه هو محاولة لتصحيح فهم الجمهور له أكثر من إتحادات لاتتناسب مع روحه .
صورة لتأثير الأمطار على مدينة نواكشوط العام الماضي
التقارير والدراسات التي تفيد بأن أيقونة العواصم العشوائية في العالم نواكشوط مهددة بالغرق في ظرف عشر سنوات تسبب الأرق والهلع بين الذين ابتلاهم الله بسكنها والارتباط بها .
خاصة أن بوادر غمر مياه المحيط لهذه المدينة الشيطانية بدأت تتجلى فالمياه أصبحت تخرج من باطن الأرض في بعض مقاطعات المدينة…أصبحت تخنق حياة الناس وتجعلهم يهاجرون إلى أماكن أخرى في انتظار الغرق الأكبر…حيث ستنطلق مياه المحيط الأطلسي في رحلة غدر لتغرق نواكشوط وتتجاوزه إلى الكلم 150 شرقا حسب رأي الدكتور زغلول النجار وخبراء دوليين .
لكن ليس غمر المياه هو ما يهدد مدينة نواكشوط فقط… بل هناك طوفان وفيضان اَخر يهددها وهو الظلم والقهر …طوفان أخطر وأكثر بشاعة وفتكا …طوفان مليء بالمآسي …مائه حارق وماحق .
ففي مدينة الأشباح نواكشوط لاتخلوا نقطة مرور من ذلك الطفل الوديع المتهرئ الثياب ذا العيون الذابلة التي تحكي ظلم أهل المدينة وهو يحمل خردة علبة طماطم يستجدي عطف الناس لكي يعطوه ما تيسر من نقود لا لنفسه بل لذلك الشيخ الظالم الذي أرسله ليقتات من بؤسه ولا يخلوا مراَب لإصلاح السيارات من ذالك الطفل الذي تورمت خدوده بسبب صفعات صاحب المراَب و تأكسدت قريحته من كثرة الشتائم التي يتلقى .
أيضا كلما خطت قدماك في هذه المدينة صادفت ذلك الطفل الغاضب بالفطرة المحروم من التعليم وهو على ظهر عربة لنقل أوساخ أهل المدينة …تلك الأوساخ التي تحوى دائما ما يحتاجه ذالك الطفل ليكمل نهاره من طعام وكلما كنت أكثر حبا للاستكشاف لابد أن تجد تلك المنطقة التي يعيش سكانها في صراع مع الطبيعة والدولة والحظ العاثر …
تلك المنطقة المسماة “الكزرة ” حيث يعيش أغلب فقراء هذه المدينة حيث تحكي قصة الهجرة من مدن الداخل إلى نواكشوط بعد الجفاف الذي ضرب أجزاء واسعة من البلاد في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ، وذلك بعد أن فقد السكان مصادر الحياة الأساسية في بواديهم .
حيث يعيش سكانها في انتظار اليوم الذي يمتلكون فيه قطعة أرض ومسكن يقيهم حر المدينة وغبارها …مسكن يحميهم من كلاب المدينة الضالة يحفظ كرامتهم وآدميتهم .
ينتظرون اليوم الذي يشربون فيه الماء من الحنفية بعد أن قضوا حياتهم يطاردون ذلك الحمار الذي يقدم لهم السقاية…ينتظرون ذاك الماء الملوث المسبب لشتى أنواع السقم … يعيشون على أمل أن يناموا يوما واحدا وهم لا يفكرون كيف سيسكتون جوع أطفالهم وكلما اقتربت من أكواخ وبيوت الأحياء العشوائية لفحتك نار غصاة وأنفاس المطحونين القاطنين فيها وفي هذه المدينة الظالم أهلها على الفقير أن يقدم الرشوة وينعق النعال لكي يحصل على حقه وفي كثير من الأحايين لا تنفعه لا رشوة ولا تملق في أخذ ذالك الحق وفي مدينة الأشباح تشهد الشوارع على قمع كل من يفكر في الاحتجاج على ظلم أباطرتها للمسحوقين…
ففي مدينة نواكشوط على الفقير أن يظل ساكت على الظلم حتى يترك يتنفس الهواء .
كل هذه المظاهر تنذر بغرق المدينة في طوفان من الدم والإجرام فأطفالها هم مجرمي و حاقدي الغد فقد حرم أغلبهم من التعليم فالأطفال يمثلون ربع العمال .
وفقرائها لابد أن يضيقوا ذرعا من الظلم وينتفضوا ويقتلوا الخوف فيهم ويسحقوا من يظلمهم …لابد أن يثأروا لسنينهم التي ضاعت في مهب الريح بسبب الظلم … تلك الانتفاضة التي إن تأخرت ولم يكن للنخبة فيها دور قد تكون دامية تفضى إلى غرق المدينة في نهر من الغل .
يبدوا أن غرق المدينة أمر حتمى وأنه عقاب على تأسيسها على أساس خاطئ بداية من اختيار الرعيل الأول لموقعها عام 1957. حيث كان الموقع في منطقة صحراوية منخفضة تطل على المحيط الأطلسي ،ونهج حكامها في ما بعد نهج الفساد وطحن السكان وتوسيع دائرة المسحوقين فيها .
لكن لو واصلت النخب نضالها و كانت على قدر اللحظة التاريخية قد تنجح في أن تنقذ على الأقل سكانها من الغرق في دماء الحقد بثورة سلمية تأسس لحياة أفضل ومدينة أجمل .
مسيرة المعارضة المقاطعة للانتخابات4 يونيو،نشرتها صفحة شباب التكتل
شهدت موريتانيا في يونيو 21 انتخابات رئاسية مثيرة للجدل ومرفوضة من قبل الطيف المعارض. النتائج أظهرت بأن الجنرال الحاكم محمد ولد عبد العزيز حصل على 81% من الأصوات و أن صاحب المرتبة الثاني، بيرام ولد الداه ولد أعبيدي، لم يتجاوز رصيده 8%، وتتضارب القصص حول حقيقة نسبة المشاركة. المعارضة أكدت حصول تزوير بشكل شنيع لصالح عبد العزيز مشيرة الى ان نسبة المشاركة لا يمكن أن تتجاوز 35%، علماً ان الاقبال كان ضعيفاً و المشهد الانتخابي كان خالياً من أي مظاهر للطوابير الطويلة، وهذا الامر يعد سابقة تاريخية. كما انها ادّعت بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن موريتاني يحق لهم التصويت لم يسجلوا أصلاً على اللوائح الانتخابية، وتحدثت عن عودة مخجلة للتزوير البدائي مثل ملئ الأصوات وتصويت الأفراد من دون هوية وايضاً اقتراع مواطنين بأسماء اَخرين لم يحضروا لمكاتب الإقتراع. أما النظام، فادعى بأن الانتخابات كانت شرعية، وأكد بأن المواطنين حضروا بكثافة، مضيفاً بأن نسبة المشاركة بلغت 56%. لكن وسائل إعلام دحضت تلك النسبة بسرعة، و بحسب بعض التقارير، فان اللجنة المستقلة للانتخابات أعلنت قبل الاستحقاق الانتخابي بأن عدد المسجلين بلغ 1,415,138، لتظهر النتائج المعلنة بعـد يوم التصويت أن عدد المسجلين بلغ 1,328,138، مما يوضح أن أكثر من 86 ألف ناخب شُطبت أسماؤهم لأسباب مجهولة ومريبة. هذا الامر طرح أسئلة عديدة حول شرعية الانتخابات التي أثارت العديد من الشكوك في أوساط المعارضة منذ البداية.
نظام عبد العزيز أصرّ على تنظيم انتخابات أحادية من دون أن يقدم أي تنازلات للمعارضة أو أي ضمانات للشفافية، وظل يتهمها بالعمالة والفساد. وبعد ان تبيّن بأن النظام الحالي مصرٌ على المحافظة على نهجه التسلّطي، أعلن المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة – الذي يضم احزاب معارضة – مقاطعته للانتخابات وأطلق حملة دعى فيها المواطنين للتعبير عن رفضهم لما أسماه “المهزلة الانتخابية”. حملة المقاطعة كانت مؤثرة: أجواء الحملات الانتخابية كانت باهتة جداً وكانت نسبة حضور مهرجانات المرشحين ضعيفة جداً، وبحسب بعض التقارير لم يسلم من ذلك عبد العزيز الذي صدم من قلة الحضور في مهرجانه الذي اقيم في العاصمة نواكشوط.
الانتخابات الاخيرة كانت عبارة عن نكسة جديدة لموريتانيا. كان هناك آمال بالتغيير في 2005 بعد الاطاحة بالطاغية معاوية ولد سيدي أحمد الطائع والتي مهدت الطريق لانتخاب سيدي ولد الشيخ عبد الله، أول رئيس مدني، لكن في عام 2008 قام عبد العزيز و بعض العسكريين بتنظيم انقلاب على النظام الحاكم انذاك، و الوضع لا يزال يتدهور منذ تلك النكسة. فمثلاً، بعد انقلاب 2008 أُستخدمت موارد الدولة وسطوة الجيش بشكل واضح من أجل ضمان وصول عبد العزيز الى سدة الرئاسة،
و قامت غالبية المعارضة بمقاطعة الانتخابات التشريعية في تشرين الثاني 2013 بعد أن فقدت الثقة في أي عملية سياسية في ظل الحكم الحالي.
البرلمان ومؤسسة الرئاسة اليوم مشكوك في شرعيتهما. بالاضافة الى ذلك، فان الوضع الحالي مرجح للمزيد من الاحتقان خاصة مع تزايد المطالب الشعبية وارتفاع نسب البطالة (31% حسب احصاءات مستقلة ) والفقر رغم ما تحتويه البلاد من موارد طبيعية. من المرجح أن تفتح عملية التزوير الفاضحة في الانتخابات الاخيرة المجال للمزيد من الاضطرابات في البلاد، و يمكن اعتبارها بمثابة المسمار الاخير في نعش التجربة الديمقراطية في موريتانيا.
الأحياء العشوائية والفقر صفات تلاصق العاصمة الموريتانية نواكشوط،وقصص سكانها هي الأكثر حضوراً في النقاش المجتمعي،وهذا الأمر يلاحظ جليا عند المرور بالقصر الرئاسي،الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى حائط مبكى لفقراء نواكشوط.
حيث يشهد محيطه إعتصامات شبه دائمة من طرف سكان الأحياء العشوائية المتضررين من عدم تخطيط وتأهيل أماكن سكنهم أو من نزع الدولة لأراضيهم أو من تحكم النافذين الذي يتسبب في تشريدهم،فقصصهم مع المعاناة كثيرة ومؤثرة،لكن أكثر قصص هؤلاء السكان جدلاً هي قصة سكان منطقة مايحشم في حي قندهار( التسمية تعني بالعربية “لا يستحي”)،حيث يشكوا سكانها من قيام الإدارة بسلبهم أرضا كانوا يستغلونها للزراعة منذ ثلاثين عاما، وقامت بمنحها لرابطة العلماء والأئمة الموريتانيين،ويقول السكان إن الدولة قامت باعطائهم حق استغلال تلك الأرض سنة 1984 ومنذ ذلك الزمن وهم يعيشون في خيرها،وتخلل تلك الفترة صراعات مع متنفذين كانوا يريدون الاستحواذ عليها،كان اَخرها سنة 2007 ،حيث انتصر السكان عبر القضاء الذي أكد أحقية السكان بالأرض.
لكن في الفترة الأخيرة جاء بعض الأئمة والعلماء وقاموا بعمليات نهب وهدم وتدمير في الأرض المذكورة وتم الأمر تحت غطاء الحرس الوطني،وحين إعترض سكان حي “ماتحشم ” على اتلاف أرضهم تم قمعهم بقسوة من طرف الحرس ،مما خلف بيهم إصابات بالغة،ويطالب السكان بالانصاف وعدم السماح للأئمة والعلماء بطردهم من أرضهم،ويعتبرون إن طردهم يعني القضاء على مستقبل 80 أسرة تعيش على خير تلك الأرض.
المختلف في القضية هو أن أحد أطرافها هو رابطة العلماء والأئمة الموريتانيين التي تمثل رجل الدين الموالي للنظام وليست مجرد قصة نافذ يريد زيادة أرباحه وأملاكه على حساب الفقراء،وهو مأزق جديد لرجل الدين في موريتانيا،حيث يظهر في صفة المغتصب المحارب من أجل هضم حقوق الفقراء،بعد أن فقد الكثير من رصيده في عمليات تملقه الشديد للنظام،فهذه الرابطة سبق و أن طالبت الجنرال ولد عبد العزيز بالترشح لمأمورية ثانية وقدم أعضائها وصلات نفاق أزعجت الكثير من النشطاء الموريتانيين على الشبكة، وعلقوا باشمئزاز حولها و هو نفس ماحصل حين أعلن وزير التوجيه الإسلامي الموريتاني ولد النيني عن لقب جديد للجنرال عزيز ،وهو رئيس الإسلام،مما أثار موجة امتعاض كبيرة من الكلمة واللقب،الرجل الذي تتهم وزارته بأنها أكثر الوزارات فساداًَ،رغم كونه عالم دين يقدم المحاضرات حول قيم الإسلام!
تحالف رجال الدين في موريتانيا مع النظام،يفقدهم الاحترام بشكل مستمر بين الأوساط الشعبية وخاصة الشبابية التي ترى أنهم أصبحوا مجرد مبررين لجرائم النظام ونهبه للثروة وإهانته للشعب وذلك مقابل الحصول على بعض فتات موائده الحرام.
المفارقة في القضية أن اسم المنطقة يحمل شحنة امتعاض من قلة الخجل و يبدو أن القدر مصر على جعل سكانها يتصارعون مع فئة في قطيعة تامة مع الخجل!،ويبقى السؤال المطروح،هل خلت نواكشوط من الأراضي حتى لا يجد النظام ما يعطيه لرابطة الأئمة إلا أرضاً يستفيد منها مجموعة من الفقراء؟
كما يقال،المصائب لا تأتي فرادى ،وهذا ماحدث في شهر رمضان لهذه السنة،فأينما وليت وجهي متفقداً وضع الإنسان في البقعة المسيطرة على أكبر اهتمامي ،أجد مصيبة وكارثة،تختلف في القوة و البشاعة لكنها تبقى مصيبة،ففي فلسطين ينكل بالشعب من قبل قوات الإحتلال وفي العراق يطارد المواطن المسيحي من طرف عصابة تعشق القتل والكره،وفي بلدي موريتانيا تحولت الأمطار من بشرى خير إلى كارثة تشرد و تجوع السكان و تدمر المنازل،فبسبب الأمطار تحطم السد الرملي في مدينة أمبود الواقعة بولاية كوركل جنوب البلاد،لتتسبب السيول في تدمير 750 منزل،واتلاف بعض المحاصيل الزراعية التي كان السكان قد إدخروها من حصاد العام الماضي للاستعانة بها في غذائهم،مما جعلهم عرضة للجوع.خاصة أن سكان المدينة يعتمدون بشكل أساسي على محاصيلهم الزراعية.
ظلت الكارثة محل تجاهل من قبل وسائل الإعلام المحلية والنظام الموريتاني و حتى منظمات المجتمع المدني ،إلى أن قام النشطاء والمدونون على الشبكة بحملات على مواقع التواصل الإجتماعي من أجل إنقاد المدينة وسكانها. حيث بدأت الصحافة تتحدث عنها على استحياء وقامت بعض المنظمات بالاعلان عن مبادرات للإغاثة و تقديم الاسعافات الأولية لها،مثل الأدوية والخيام والملابس والغذاء و قام النظام بتقديم بعض المساعدات لصالح مائة شخص من المتضررين،لكن المواطنين قالوا إنها لا تنفعهم في الكارثة وأنها مجرد ذر للرماد في العيون وأن توزيعها خضع للحسابات السياسية ،حيث حرم منها من يعرف بمعارضته للنظام.
بدوره،أصدر المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة الذي يضم أحزاب المعارضة الموريتانية وبعض النقابات ومنظمات المجتمع المدني بيانا تضامنيا مع سكان مدينة أمبود ،طالب فيه النظام بالتدخل لإنقاد سكان المدينة و حمله مسؤولية ما سيحل بهم.
صورة تظهر الدمار نشرها الناشط عبد القادر محمد على فيسبوك
كارثة مدينة أمبود أعمق من مجرد مساعدات إسعافية اَنية،فنسبة المنازل المبنية بالطين في المدينة تصل إلى ٩٠% وسدها مبني بالرمل (للتوضيح: إنهارت أجزاء من السد عام العام 2010 وقد رمم بعدها ) وأي هطول كبير للأمطار سيأتي على ماتبقى منها، فهي تعكس حالة الإهمال الحاصل من طرف الدولة الموريتانية لمواطنيها.
مدينة أمبود تحتاج لأن يبنى لها سد على مقاييس عصرية لا يتدمر بسبب هطول بعض مليمترات من الأمطار و أن يُساعد سكانها في إعادة إعمار منازلهم بمواد بناء عصرية غير بدائية كما هو حال منازل المدينة الاَن ،ومن الضروري أن تضع الدولة لهم خطط تنموية تساعدهم في تطوير زراعتهم و تدعم وضعهم الإقتصادي الهش و تنتشلهم من حالة الفقر المدقع .
طبعا هذا بالإضافة إلى عملية الإسعاف السريع،لأن المستنقعات قد تجلب للمدينة كثير الأمراض والأوبئة.
لكن حسب الواقع لا أرى أن الأمر سيتغير فيه شيء و أن النظام الموريتاني سيقوم باللازم،خاصة أن وزير الإعلام الموريتاني قد قلل من شأن الكارثة وقال إن ماحدث تم تهويله فقط!.
وحين ننظر إلى واقع بقية المدن الموريتانية و تعامل النظام مع الكوارث التي تقع فيها ،نجد أن الأمر غير مشجع، العاصمة نواكشوط مثلا تتحول إلى مستنقع كبير عند هطول الأمطار و ذلك بسبب غياب الصرف الصحي ولم يقم النظام لحد الاَن بأي خطوات حقيقية و مؤثرة لإنشاء صرف صحي لها،ففي العام الماضي تضرر سكانها بشكل كبير من مياه الأمطار والبرك الناتجة عنها والمشهد قد يتكرر هذا العام عند هطول الأمطار في فصلها،لأنه باختصار لم يتغير أي شيء ومازالت العاصمة تنتابها حالة من الكره الشديد تجاه المطر!.